أنطونيادس بين إدارة المخاطر واستراتيجية التنمية

المؤلف

أستاذ الآثار اليونانية الرومانية، كلية الآداب جامعة دمنهور.

المستخلص

يُعد التراث المادى واللامادى ثروة قومية للأمم، ومصدراً مباشراً لهيبة الشعوب حيث يسهم التراث فى الحفاظ على الحضارات، كما يحافظ على خصائص البيئات المحلية لكل مجتمع.
احتوت مصر عبر العصور العديد من المواقع الأثرية والتراثية. وتعد من بينها حديقة أنطونياديس بالإسكندرية التي تعتبر من أقدم الحدائق فى العالم حيث يرجع تاريخها إلى العصر الهللينستى، ومرت بفتراتٍ تاريخية مختلفة حتي تملكها أحد الأثرياء اليونانيين فى القرن التاسع عشر وكان اسمه أنطونياديس. ثم اهتم بها بعد ذلك الخديوى إسماعيل وكلف فناناً فرنسياً لجعلها صورة مصغرة من حدائق قصر فرساى الفرنسية.
على الرغم من ذلك، لم تحظ الحديقة حتى الآن بنصيب لائق بها من الشهرة، ولم تٌسجل على قائمة اليونيسكو للتراث العالمى بالرغم من كونها من أقدم الحدائق التى ترجع إلى عصر ماقبل الميلاد. وتحتوى الحديقة على عدد من المبانى التراثية والتماثيل التى تعرضت للعديد من المخاطر على مر العصور، سواء بسبب عوامل المناخ المتغيرة أو التلف الذي ألم بها أو السرقة والضياع التي أصابت بعض تماثيلها القيّمة.
إن موقع أنطونياديس يعتبر موقعاً تراثياً متكاملاً إذ يجمع بين المباني المعمارية المتمثلة في القصر ومقصورات الأعمدة ، والأعمال الفنية متمثلة في مجموعة التماثيل المنتشرة بالحديقة. بالإضافة إلي التراث الطبيعي الذ ظهر فيما تحويه الحديقة من نباتات وأشجار نادرة.
وتعرض المكان للمخاطر وأنواع التلف عدة مرات، ومن هنا كان لابد من طرح فكرة إدارة المخاطر مع مقترح لاستراتيجية تهدف إلي تنمية حديقة أنطونياديس والحفاظ عليها للأجيال القادمة

الكلمات الرئيسية