الاحتفالات الصوفية بواحة سيوة كمظهر من مظاهر حفظ التراث: "عيد السياحة نموذجاً"

تعتبر الطقوس والاحتفالات من اهم مظاهر التراث الثقافي اللامادي، والتي دعت منظمة اليونسكو منذ عام2003م بلدان العالم إلى تحديدها، ومحاولة الحفاظ عليها من الاندثار. وبالنسبة لمصر فهناك العديد من الاحتفالات والطقوس الشعبية والدينية، والتي تنتشر في طول البلاد وعرضها، ومنها الاحتفالات الصوفية، حيث جمعت تلك الاحتفالات بين طياتها أكثر من مظهر من مظاهر التراث الثقافي؛ فمن ناحية هناك الطقوس والشعائر المرتبطة بها، ومن ناحية أخرى ارتبط بعضها بأطعمة خاصة، وموسيقي أو أناشيد خاصة بتلك الاحتفالات، وغيرها من مظاهر التراث الثقافي الذي تتوارثه الأجيال.
ويتناول هذا البحث الاحتفالات الصوفية بواحة سيوة، وبشكل خاص عيد السياحة، أو ما يسمى بعيد الصلح أو عيد الحصاد، نظراً لوقوعه في موسم الحصاد بالواحة، وذلك لأهميته؛ كأحد مظاهر حفظ التراث الثقافي بسيوة، حيث يجمع بين الممارسات الدينية والعادات الشعبية، حيث يتتبع البحث تاريخ دخول الإسلام والحركات الصوفية لواحة سيوة، نظراً لانتشار الصوفية بها، بالإضافة إلى وصف الاحتفالات الصوفية وطقوسها المميزة بالواحة؛ كطريقة الاحتفال بالمولد النبوي وغيرها من الاحتفالات الصوفية، مع التركيز بشكل خاص على احد الاحتفالات الهامة ذات الطابعين؛ الصوفي والشعبي وهو ما يعرف بعيد السياحة، حيث يتتبع البحث أسباب وتسميات هذا الاحتفال وطقوسه المميزة، بالإضافة إلى دراسة الأماكن التراثية الخاصة به، لذا فإن هذا الاحتفال يعتبر من اهم مظاهر حفظ التراث، اللامادي والمادي في آن واحد، نظراً لارتباطه بالعديد من الطقوس والأناشيد، والأطعمة المميزة، بالإضافة إلى الأماكن والمواقع التراثية بالواحة؛ مثل جبل الدكرور، وضريح سيدى سليمان وغيرها، مما يجعله من الاحتفالات المميزة التي يجب توثيقها والترويج لها، لحفظ التراث و تنمية السياحة بسيوة وبشكل خاص سياحة التراث.