تعتبر رعایة المرضی من المفاهیم الاساسیة فی مصر خلال العصر المسیحی المبکر. تأثر تطور هذه الفکرة بمراحل الرعایة الصحیة السابقة فی مصر حتی وصلت إلی شکلها فی المستشفیات الرهبانیة بالعصر البیزنطی. لذلک فمن المهم للغایة، تحدید ظاهرة المستشفیات الرهبانیة فی مصر البیزنطیة کإحدی منشات الرعایة الصحیة فی هذه الفترة، وکذلک إظهار جهود الآباء الاقباط الأوائل لتقدیم نماذج للقرون القادمة لیحتزی بها. کانت المستشفیات الرهبانیة البیزنطیة مؤسسات خیریة، واختلفت فی بعض الجوانب عن جمیع مرافق الرعایة الصحیة الکلاسیکیة (معابد شفاء الآلهة ، وعیادات الأطباء ، والأطباء العمومیین ، ومستشفیات العبید ، والمستشفیات العسکریة) التی کانت قبل القرن الرابع المیلادی ، فی مصر. طور الآباء الرهبانیون الأوائل المستشفیات کمبنى مستقل داخل أدیرتهم لخدمة المرضى والمحتاجین ، الذین جاءوا إلى المستشفیات لتلقی المأوى والغذاء والرعایة الطبیة. وضع آباء رهبانیة الشرکة الأوائل ، مثل القدیسین: باخومیوس وشنودة القواعد واللوائح لتنظیم مرافق الرعایة الصحیة فی مجتمعاتهم الرهبانیة. لذا فأن أهداف هذه الدراسة هی: أولاً إظهار الخصائص الممیزة للمستشفىات الرهبانیة فی الفترة البیزنطیة والتی تجعلها تختلف عن مرافق الرعایة الصحیة السابقة فی مصر. ثانیًا ، عرض قواعد باخومیوس وشرائع شنودة ، التی کانت مرتبطة بمستشفیاتهم ومنشآت الرعایة الصحیة فی أدیرتهم کنماذج لأنظمة الرعایة الصحیة فی أدیرة الشرکة فی مصر البیزنطیة.